ففي مدينة رام الله، تجمع العشرات أمس الخميس، استعدادا للانطلاق إلي قرية عصيرة الشمالية قضاء مدينة نابلس، ليعتقد من يمر عنهم أنهم يستعدون للذهاب إلى رحلة ما، فهم يجهلون أن هذه رحلة مختلفة، فقِبلَتُها بيت الأسير بلال كايد، الذي حرمت والدته من معانقته هذا العيد كما كانت تستعد وتترقب منذ أشهر، ليعوضها العشرات ممن تجسد بهم بلال، بقبلات على جبينها.
الأسير بلال كايد (35 عاما) ومنذ الـ13 من حزيران أعلن إضرابه عن الطعام لينتزع حريته من فم غول الاعتقال الإداري الذي حول إليه لستة شهور، بدل الإفراج عنه بعد قضاء حكمه الذي بلغ (15 عاما). ورغم تواصل إضرابه وإصراره على عدم فكه إلا بالإفراج عنه، إلا أن محكمة الاحتلال في “عوفر” ثبتت الحكم قبل أيام متجاهلة مطالبه.
وفي العيد؛ وقفت والدة بلال السبعينية تستقبل المهنئين دونه، تحتضن صورته بيد، وترفع إشارة النصر باليد الأخرى، مؤكدة أن بلال وإن لم يعد اليوم حرا، سيعود غدا، حرا، منتصرا.
“هذه الفعالية وككل الفعاليات اليومية، تؤكد حجم التفاعل مع قضية بلال والتي امتدت لكل المحافظات حتى في أيام العيد للتأكيد على أن لا عيد والأسرى في سجون الاحتلال، والعيد الحقيقي هو بتحريرهم”، يقول محمود كايد شقيق بلال.
الخوف والقلق راودا عائلة بلال من تراجع التفاعل مع قضية بلال ونسيانه مع حلول العيد، في ظل تدهور وضعه الصحي، لكن عشرات النشطاء من الجنسين أثبتوا أن العيد هو الفرصة الأنسب للتفاعل مع قضيته. يعلق كايد: “الشارع الفلسطيني أثبت أن العيد هو عيد بلال، التفاعل والاتصالات التضامنية لم تتوقف… كما شهد أول أيام العيد تحركات دبلوماسية في البرلمانات الأوروبية لفضح الاعتقال الإداري والوقوف مع بلال”.
ويبين كايد أن بلال ورغم تدهور وضعه الصحي، ما زال صابرا وصامدا، مصرا أنه لن يفك إضرابه إلا منتصرا، وقد أمهل الاحتلال وأجهزة الشاباك حتى نهاية الشهر الحالي للتحاور، على أن يضرب بعد ذلك حتى عن الكلام ويبقى صامتا حتى نيله الحرية.
المهنئون بالعيد وصلوا منزل عائلة بلال وهو يرددون: “بئر السبع والجلبوع فيها القهر فيها الجوع … مجدو وعوفر والدامون ما راح نركع يا صهيون … يا بلال يا بطل اسمك هز المعتقل”.
وتعلق الناشطة والأسيرة المحررة رلى دحو قائلة: “الإصرار أن العيد لن يكون إلا في عيد بلال جاء لنصرة بلال في معركته والوقوف مع عائلته ووالدته .. فما حصل بحق بلال تصعيد خطير من قبل الاحتلال يجب الوقوف ضده وتحديه على المستوى الشعبي والرسمي والمؤسساتي”.
وتبين دحو، أن تحويل الأسير بلال كايد للاعتقال الإداري يمكن أن يكون مقدمة لإصدار قرار مشابه بحق كل أسير ينهي محكوميته ويعتقد الاحتلال أنه ناشط ومؤثر، “هذه سياسة خطيرة ويجب أن تتوقف”، مضيفة أن استمرار إضراب بلال سيزيد من التفاعل الشعبي معه، وكذلك إسناد الأسرى لإضرابه، ما سيشكل ضغطا على الاحتلال.
فيما يعلق القيادي في الجهاد الإسلامي والأسير المحرر خضر عدنان، بأن الكل يجمع أن بلال محق في إضرابه عن الطعام، “فبأي حق يحول إلى الاعتقال الإداري بعد 14 عاما ونصف من الاعتقال؟! هذا الظلم قاده للانطلاق مجددا في معركة الإضراب عن الطعام ضد الاعتقال الإداري”.
ويؤكد عدنان، أن اسناد بلال في معركته يجب أن يكون من قبل كل الأسرى وليس فقط من أسرى الجبهة الشعبية، “ادعو كل الأسرى ليساندوا بلال ويقفوا معه ويكونوا عند حسن ظنه بهم، كما هو كان .. يجب على كل حركة أن تعتبر بلال ابنها وتكون الداعمة له في معركته”.
وتزامنا مع هذا الحراك، أعلن أسرى الجبهة الشعبية عن خطوات تصعيدية “تتخذ طابعا تكتيكيا” لإسناد الأسير كايد، والضغط على الاحتلال بهدف تلبية مطالبه.
وقال الأسرى في بيان لهم، إنهم سيخوضون إضرابات متقطعة عن الطعام لإسناد كايد، في أيام سيعلن عنها لاحقا، كما سيقومون بإرجاع وجبات الطعام لـ17 يوما حتى نهاية الشهر الجاري، مهددين بخطوات أخرى “استراتيجية” في حال لم يرضخ الاحتلال لمطالب الأسير القيادي بلال كايد.