الثلاثاء 29، إبريل 2025
24º
منذ 8 سنوات

"العكوب" أو "الذهب الأخضر" طبق نابلس الشهيّ

حجم الخط
شبكة وتر-في مثل هذا الوقت من كل عام، ينتشر رجال ونساء بين سهول ووديان وتلال شمال الضفة الغربية، رغم مخاطر الاحتلال والمستوطنين، باحثين عن نبات العكوب أو ما يعرف بـ "الذهب الأخضر"، ذاك الطبق الشهيّ في نابلس، والذي يُخزّن سنويًا وبكميات كبيرة للموسم المقبل.

ينمو العكوب في التلال والجبال في موسم الأمطار، وينضج في بدايات الربيع، ويعتبر موسمه مصدر رزق لمئات الأسر الفلسطينية الفقيرة التي يخرج أفرادها لجني العكوب وبيعه في السوق المحليّ، أو لتجار الخضروات، ويطلق عليه البعض لقب "الذهب الأخضر".

والعكوب من النباتات الشوكية الزَّهريّة، أوراقه خضراء لامعة يوجد عليها أوبار، أمّا ذيل العكوب تُرابيّ تُغطّيه أغشيّة بريّة، وعند استخدامه يجب الحذر والعمل على إزالة هذه الأغشيّة.

ويؤكل من النبات الجذور والسيقان والأوراق والرؤوس غير الناضجة، لما لها من فوائد صحية جمة، حيث يقلل من نسبة "الكولسترول" والدهون الضارة في الجسم، كما يعتبر دواءً مهمًا للكبد، حيث يحتوي مادّة "السيمالارين"، ويطرد السموم، ويقوي الأعصاب، ويُنمّي خلايا الذاكرة، ويحمي من أمراض القلب، ويقي من الإصابة بالسرطان، كما ويستخدم كعلاج للصداع النصفي.

%d8%b91

عكوب "مُعكّب" أي منظف من الأشواك

أهالي مدينة نابلس هم الأكثر إقبالًا على تناول العكّوب، لدرجة أنّه بات يعتبر طبقًا نابلسيًا بامتياز. ويقول أبو رامي القصص (64 عامًا) من مدينة نابلس: "نعتبر وجبة العكوب من العادات والتقاليد التي لا يمكن لنا التخلي عنها، لما تحمله هذه الأكلة الشعبية من طقوسٍ اجتماعيةٍ مغرية، فهو موسم تجتمع به العائلات والأقارب والجيران، من أجل "التعكيب" أي تنظيف العكوب من الأشواك وتجهيزه للطبخ أو التخزين، ويتبادل الجميع أطراف الأحاديث فيما تتعالى الضحكات على صوت الأراجيل النابلسية، في لحظات فرح تنسينا آلام شوك العكوب".

ويضيف: "أنا أحب العكوب كثيرًا، خاصة عندما يُطبخ مع لبن الأغنام واللحم الأحمر، وطعمه الشهي يعوّضنا عن تعبه وكلفته المرتفعة".

%d8%b92

عكوب غير "مُعكّب" أي غير منظّف من الأشواك

من جهته، يؤكد بائع العكوب، يوسف حسان (41 عامًا) على أهمية العكوب الاقتصادية، فهو يدر دخلًا كبيرًا على الشبان الذين يجنونه ويبيعونه للتجار، ولا سيما بعد اتساع رقعة المستهلكين، لتضم جنين وطولكرم والناصرة، بعد أن كانت هذه الأكلة مقتصرة على أهالي نابلس.

ويحرص الزبائن على شراء العكوب في كل موسم وبكيماتٍ كبيرة، مهما بلغ سعره الذي يصل حاليًا بين 40 إلى 70 شيكل للكيلوغرام المعكّب، أما غير المعكب فيباع الكيلو الواحد منه بين 10 إلى 25 شيكل، يقول حسان، ويضيف

أنّ الأهالي يُفرّزون كميات كبيرة منه، لطبخها في أوقات لاحقة من العام خاصة في رمضان، أو عند قدوم الأقارب المغتربين.

نساء كثيرات يعلن أسرًا فقيرة، ينتهزن موسم العكوب، للعمل في "التعكيب" أي تنظيفه للزبائن مقابل أجر. وتقول أم وضّاح، من مدينة نابلس، إنّها تنتظر الموسم كونه يشكل مصدر رزق لعائلتها التي تضم خمسة أنفار، إذ إن زوجها يخضع لغسيل الكلى، ويعاني من السكري، وتتقاضى الأسرة مبلغًا زهيدًا كل أربعة أشهر من وزارة الشؤون الاجتماعية.

أمّا أم عبد الله من مخيم بلاطة، فتقول إنّها تعمل في مجال التعكيب لإعالة عائلتها، موضحة أن زوجها (45 عامًا)، خضع لـ13 عملية في قدميه نتيحة لسقوطه من الطابق الرابع، إضافة إلى إجرائه عملية شبكية في عينه، واستئصال كلية.

وتشير أم عبد الله إلى أنّ لها ابنًا يدرس الطب في ألمانيا، فيضطرون لانتظار موسم العكوب الذي يعلقون عليه آمالهم لإرسال الأموال لابنهم كي يُكمل تعليمه.

جمع العكّوب من التلال والجبال، لا يخلو من الخطورة، في ظلّ مضايقات الاحتلال والمستوطنين، فكثيرًا ما تقوم قوات الاحتلال بملاحقة جامعي العكوب واعتقالهم وفرض غرامات مالية ومصادرة ما جمعوه من عكوبو وفق ما يقول جمال المدني، أحد بائعي العكوب.

عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل