الخميس 20، فبراير 2025
منذ يومين

وسط رفض عربي لاستمرار حكم حماس ..ورقة بحثية تناقش مبادرة هدنة غزة وقابلية تنفيذها

وسط رفض عربي لاستمرار حكم حماس ..ورقة بحثية تناقش مبادرة هدنة غزة وقابلية تنفيذها
حجم الخط

شبكة وتر- تأتي المبادرة العربية لوقف إطلاق النار في غزة ضمن جهود دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع، ويتزامن طرح هذه المبادرة مع اعلان عربي شمل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط فضلا عن المستشار السياسي للرئيس الاماراتي الدكتور أنور قرقاش فضلا عن حديث مصري متكرر يفيد بضرورة تنحي حماس عن السلطة آملين في أن تساهم هذه الخطوة في رفع المعاناة عن غزة.

وفي هذا الصدد أصدر مركز رصد للدراسات ورقة بحثية تناولت بالتحليل هذه المبادرة التي تتضمن العناصر التالية:

1- وقفًا طويل الأمد لإطلاق النار يمتد لعشر سنوات، إلى جانب آليات دولية لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق.

2- كما تهدف إلى إعادة إعمار غزة وفق خطة مدروسة، مع تشكيل لجنة فلسطينية انتقالية لإدارة القطاع برقابة دولية. غير أن نجاح هذه المبادرة يواجه تحديات سياسية وأمنية معقدة، من أبرزها مستقبل حركة حماس في المشهد الفلسطيني.

أبرز بنود المبادرة العربية

تشمل الوثيقة العربية التي يجري بحثها عدة عناصر رئيسية:

1. هدنة طويلة الأمد: وقف إطلاق النار في غزة لمدة لا تقل عن عشر سنوات، مع ضمانات دولية لعدم شن إسرائيل عمليات عسكرية داخل القطاع.

2. إعادة الإعمار: تقديم خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة قبل نهاية الشهر الجاري، بإشراف لجنة من الدول المانحة لضمان الاستخدام الأمثل للأموال.

3. الإدارة الانتقالية للقطاع: تشكيل لجنة فلسطينية انتقالية لإدارة غزة تحت رقابة دولية، مما يعكس توجهًا نحو تقليص سلطة حماس في القطاع.

4. مراقبة دولية: إشراك المجتمع الدولي لضمان الالتزام ببنود الاتفاق، ومنع أي تصعيد عسكري جديد.

الدوافع وراء المبادرة

الدول العربية، وعلى رأسها مصر، تسعى لإنهاء الحرب في غزة لأسباب متعددة:

1. الاستقرار الإقليمي: استمرار الحرب يعزز التوترات الإقليمية ويزيد من مخاطر التصعيد في مناطق أخرى.

2. الوضع الإنساني: تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة يتطلب حلولًا عاجلة لمنع حدوث كارثة إنسانية أوسع نطاقًا.

3. إعادة الإعمار: توفير بيئة مستقرة تسمح بتنفيذ مشاريع تنموية تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحد من الفقر والبطالة.

4. الضغط الدولي: مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف الحرب، ترى الدول العربية فرصة لفرض تسوية سياسية شاملة.

التحديات أمام تنفيذ المبادرة

1. موقف إسرائيل: لم تُظهر إسرائيل حتى الآن موافقة رسمية على هدنة طويلة الأمد، خاصة أن بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية تدفعه لمواصلة العمليات العسكرية.

2. مستقبل حماس: الحديث المتزايد عن إقصاء حماس من الحكم يثير تساؤلات حول طبيعة السلطة الجديدة التي ستدير غزة، وكيف ستتم عملية الانتقال دون صدام داخلي.

3. ضمانات التنفيذ: نجاح أي هدنة يتطلب وجود آليات واضحة لمراقبة التنفيذ ومنع أي طرف من خرق الاتفاق.

4. الانقسام الفلسطيني: تشكيل إدارة انتقالية جديدة يتطلب توافقًا بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وهو ما قد يكون صعب التحقيق في ظل الخلافات العميقة بين حماس والسلطة الفلسطينية.

الموقف العربي من حماس

تشير تقارير إلى أن هناك توجهاً عربياً متزايدًا نحو إقصاء حماس من الحكم في غزة. حيث أبلغت مصر، خلال زيارة خليل الحية الأخيرة، بأن الحركة لن يكون لها دور مستقبلي في إدارة القطاع. ويعكس هذا الموقف رغبة عربية في إنهاء حكم حماس واستبداله بسلطة أكثر توافقًا مع التوجهات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، فإن أي محاولة لإقصاء حماس بالقوة قد تؤدي إلى تصعيد داخلي ومقاومة شعبية واسعة، ما قد يعرقل جهود تحقيق الاستقرار.

السيناريوهات المحتملة

1. نجاح المبادرة: إذا وافقت الأطراف المعنية على بنود المبادرة وتم تأمين دعم دولي قوي، فقد يتم تنفيذ الهدنة، مما يمهد الطريق لإعادة الإعمار وتحقيق استقرار نسبي في غزة.

2. تعثر الاتفاق: إذا رفضت إسرائيل أو حماس شروط الهدنة، فقد تستمر الحرب أو يتم التوصل إلى اتفاق قصير الأمد لا يحقق تسوية دائمة.

3. تصعيد داخلي: في حال تم فرض إدارة انتقالية دون توافق فلسطيني، فقد يؤدي ذلك إلى اشتباكات داخلية تعرقل تنفيذ الاتفاق.

وفي الخاتمة تقول الورقة إن المبادرة العربية تمثل خطوة جادة نحو إنهاء الحرب في غزة، لكنها تواجه تحديات كبيرة تتطلب توافقًا إقليميًا ودوليًا واسعًا. يبقى مستقبل حماس وعلاقتها بالمبادرة أحد أكبر العقبات أمام نجاحها، حيث إن إقصاء الحركة دون ترتيبات سياسية واضحة قد يؤدي إلى نتائج عكسية. لذا، فإن نجاح المبادرة يتوقف على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى تسوية شاملة تأخذ في الاعتبار الواقع السياسي والميداني في غزة.

عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل