الثلاثاء 25، مارس 2025
24º
منذ يومين

مؤسسة أرض الإنسان تنظم حلقة نقاش شبابية في فلسطين تركز على حماية الشباب ومواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي

مؤسسة أرض الإنسان تنظم حلقة نقاش شبابية في فلسطين تركز على حماية الشباب ومواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي
حجم الخط

شبكة وتر-

شهدت مدينة رام الله انعقاد حلقة نقاشية شبابية بارزة نظمتها مؤسسة ارض الانسان-تير دي زووم بالشراكة مع وكالة التنمية البلجيكية "Enabel"، وبتمويل من الحكومة البلجيكية ومن خلال شركاء محلين وهم جمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الإعاقة وجمعية تنظيم وحماية الاسرة الفلسطينية، وذلك ضمن إطار حملة "كسر الصمت" التي تهدف إلى تعزيز الحماية وتمكين الشباب والنساء والأشخاص ذوي الإعاقة في مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي. جمعت الجلسة نخبة من الخبراء والمختصين من مؤسسات حكومية ومنظمات المجتمع المدني، حيث تناولوا التحديات التي تواجه هذه الفئات واقترحوا حلولًا مبتكرة لتعزيز مشاركتهم الفعالة في بناء مجتمع أكثر عدالة وأمانًا.

افتتحت الجلسة منى أبو سنينة، خبيرة الوصول إلى الحماية في مؤسسة رض الإنسان-تير دي زووم، التي ألقت كلمة ترحيبية أكدت خلالها على الدور الرائد للمؤسسة التي تأسست قبل 40 عامًا في فلسطين. وأشارت إلى أن برنامج الوصول إلى العدالة، الذي بدأ عام 2010، يركز على توفير حماية شاملة للشباب والنساء والأطفال من العنف المبني على النوع الاجتماعي، بالتعاون مع مؤسسات حكومية وغير حكومية. وأضافت أن المؤسسة تعمل على تمكين الشباب ليكونوا وكلاء للتغيير من خلال تعزيز مشاركتهم السياسية والمدنية، مع التركيز على مواءمة التشريعات الفلسطينية مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي انضمت إليها فلسطين في 2014، مثل اتفاقية القضاء على التمييز ضد المرأة وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

بدورها، تحدثت إيمان قسيس، خبيرة في العنف المبني على النوع الاجتماعي لوكالة التنمية البلجيكية "Enabel"،عن أهمية الشباب كركيزة أساسية للمستقبل، مشيرة إلى أن البرنامج يسعى لدعم مشاركتهم المدنية وتوفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والصحة الإنجابية. وأعربت عن أملها في رؤية حضور أكبر للشباب في مثل هذه الفعاليات، لافتة إلى أن تحديات التنقل بين المناطق الفلسطينية تشكل عائقًا كبيرًا أمام وصولهم إلى الخدمات. كما أثنت على الشراكة مع مؤسسات مثل "أرض الإنسان" و"نجوم الأمل" في تعزيز هذه الجهود.

من جهته، شارك حذيفة الطردة، طالب جامعي وعضو في اللجنة الوطنية لتنظيم وحماية الأسرة، تجربته الشخصية في برنامج الوصول إلى الحماية، موضحًا كيف ساهم في تعزيز ثقته بنفسه وقدراته على التواصل والتأثير في الآخرين. وأشار إلى أن مشاركته في تدريبات وفعاليات مع المؤسسات المختلفة ساعدته على تنظيم أنشطة دعمت انضمام عشرات الشباب للجمعيات المحلية. ونوه إلى العوائق التي تواجه الشباب، مثل نقص الموارد التعليمية والمواصلات، داعيًا إلى تعزيز التطوع كأداة للتغيير المجتمعي.

في سياق متصل، استعرضت مارينا زايد، مديرة برنامج الحماية في مؤسسة "جذور للإنماء الصحي والاجتماعي"، أفضل الممارسات التي تتبناها المؤسسة في تقديم خدمات حساسة ثقافيًا. وأكدت أن بناء قدرات الشباب من خلال تدريبات تركز على مفاهيم الصحة الإنجابية والحماية يعد أساسيًا لتغيير المفاهيم الخاطئة في المجتمع. ولفتت إلى نجاح المجلس الشبابي الذي أُسس في 2022-2023 واستقطب أكثر من 250 طلب انتساب، مشيرة إلى أن التحديات تشمل صعوبة التنقل بين المناطق والوصمة الاجتماعية المرتبطة بمواضيع الصحة الإنجابية، واقترحت تعزيز التنسيق بين المؤسسات لمواجهة هذه العقبات.

من جانب القطاع الحكومي، تحدثت هدى الصفدي، مديرة دائرة تنمية صحة المرأة في وزارة الصحة، عن الخدمات التي تقدمها الوزارة للناجين من العنف، والتي تشمل الوقاية الأولية عبر التوعية المجتمعية والعلاج والتأهيل عبر نظام التحويل الوطني. وأشارت إلى أن 2% من الحالات المسجلة في 2024 كانت من الأشخاص ذوي الإعاقة، داعية الشباب إلى كسر حاجز الصمت والتوجه إلى المراكز الصحية التي توفر خدمات سرية وشاملة، مع الإشارة إلى جهود الوزارة في تدريب الكوادر الصحية على التعامل مع هذه الحالات.

وأضاف محمود دغيش، رئيس قسم الخدمات الصحية في دائرة العناية بالشباب والصحة المدرسية بوزارة الصحة، أن إنشاء هذه الدائرة جاء استجابة لكون 40% من المجتمع الفلسطيني من الشباب، ما يستدعي التركيز على خدمات الصحة النفسية والإنجابية. وأكد على أهمية التشبيك مع المؤسسات المدنية، مثل "جذور"، لضمان استدامة الخدمات رغم التحديات السياسية والاقتصادية الناتجة عن الاحتلال وقرصنة الأموال، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على دمج الخدمات ضمن مراكز الرعاية الأولية.

أما نداء جردات، إحدى المشاركات من ذوي الإعاقة، ومنتفعة من أنشطة مشروع الوصول الى الحماية، فسلطت الضوء على التحديات الفريدة التي تواجه هذه الفئة، مثل غياب المرافق الملائمة كالمصاعد والمنحدرات، ونقص تدريب العاملين على التواصل معهم، إضافة إلى الوصمة الاجتماعية التي تمنعهم من الإبلاغ عن العنف. واقترحت حلولًا عملية تشمل توفير نقل مدعوم، وترجمة بلغة الإشارة، وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في حملات المناصرة لتعزيز ثقتهم وحقوقهم، مع التأكيد على ضرورة إصدار تشريعات داعمة.

واختتمت الجلسة بدعوة جماعية لتكثيف التعاون بين القطاعات الحكومية وغير الحكومية لتوفير بيئة آمنة وشاملة لجميع أفراد المجتمع، مع التأكيد على أهمية دور الشباب كمحرك رئيسي لتحقيق التغيير المجتمعي المستدام في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. وأعربت اللجنة المنظمة عن شكرها لوكالة التنمية البلجيكية "Enabel" على دعمها السخي الذي ساهم في إنجاح هذا الحدث والأنشطة المرتبطة به.

عاجل
القناة 12: الدفاعات الجوية أخفقت في اعتراض صاروخ مصدره اليمن سقط في منطقة غير مأهولة قرب المطار وسط إسرائيل