تاريخ النشر: 2016-08-20 08:10:35

اصابع واسئلة- حقيقة علاقة "باب الحارة" باحداث نابلس؟

اصابع واسئلة- حقيقة علاقة
شبكة وتر-- في حوالي الساعة الخامسة من مساء يوم أمس الخميس، تقدمت قوة مشتركة من الأجهزة الأمنية، ودخلت البلدة القديمة في مدينة نابلس؛ بغرض تنفيذ تفتيش عن مطلوبين للأمن الفلسطيني، وأثناء ذلك تم اطلاق النار باتجاهها مما ادى إلى استشهاد عنصري الامن شبلي الجاغوب ومحمود طرايرة.  
وفي ساعات صباح الجمعة الباكر، وبعد انتشار كثيف للأمن الفلسطيني بحثا عن القتلة تم الصدام مع مجموعة مسلحة ادى إلى مقتل كل من خالد ناصر الأغبر، وعلي حلاوة.
الى هنا والخبر يراعي مبدأ الافادة الاخبارية التقليدية المطلوبة صحفيا.. ولكن ما بين السطور حكايات للحدث الذي كان نتيجة لعوامل وتداعيات وخبايا لحكاية تسكن أزقة البلدة القديمة في نابلس عروس الشمال الفلسطيني كما تسمى.
البلدة القديمة قصبة مخنوقة
البلدة القديمة بناء عمراني عثماني قديم، وهي من المناطق التي تعرف باسم "القصبة" فالمدينة التاريخية هي التي يوجد بها "قصبة" وهي موجودة في فلسطين في "عكا وطبريا ويافا وبيت لحم والقدس والخليل".
كافة المعطيات والمعلومات تؤكد أن قوة امنية مشتركة دخلت البلدة القديمة بعد معلومات عن انتشار مسلحين يطلقون النار بكثافة كنوع من الاستعراض.
هذا الاستعراض جاء كرسالة للأجهزة الامنية ردا على اعتقالها بعض الافراد المحسوبين على المسلحين ضمن الحملة الامنية لضبط ما يسمى "الفلتان الأمني" وكوسيلة ضغط للإفراج عن زملائهم، ولوقف أو ردع الاجهزة من الاستمرار بالاعتقالات.
الحدث الابرز كان في شارع خالد بن الوليد حارة العقبة بالمنطقة الشرقية من البلدة، وهنا قال لنا محافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب: "دخلت قوة امنية للبلدة القديمة لوقف هذه العربدة، وتعرضت لكمين محكم من اكثر من اتجاه ولإطلاق النار من بنادق اتوماتيكية، مما ادى الى استشهاد عنصري الامن الفلسطيني".
بعد منتصف الليل امام باب الحارة
احد ضباط الامن الفلسطيني يقول ان حجم المصاب كان كبيرا ويجب ان يكون هنالك رد يتناسب مع الحدث، وسط اهتمام كبير من كافة المستويات الرسمية والاهلية.
ويضيف أن معلومات تقاطعت عن وجود مجموعة من القتلة في حارة العقبة، وهي بالمناسبة لها باب شبيه بباب الحارة في المسلسل السوري الشهير، مما تتطلب اقتحام المنطقة لإلقاء القبض على المطلوبين، الا انهم بادروا بإطلاق النار اتجاه القوة الامنية التي ردّت عليهم بذات الأمر، وقتلت اثنين منهم فيما سبق وتلا ذلك اعتقال اكثر من شخص مشتبه بالقتل او بالتعاون مع القتلة اثناء وبعد الجريمة.
من هم القتلى:
"الاغبر" شاب في اواسط العشرينات من عمره، سبق واعتقل في سجون الاحتلال الاسرائيلي لمدة عامين وهو محسوب على حركة فتح، تقول عائلته في بيانها بعد الحادث انه كان مطلوبا للشرطة على خلفية قضية حق عام، بينما المصادر الامنية تشير إلى تورطه في اكثر من اشكالية بالبلدة القديمة وانخراطه في الاشكاليات بشكل متسارع وفي وقت زمني قصير، وبيان العائلة يشكك بان ابنهم تم تصفيته بعد إلقاء القبض عليه.
"حلاوة" ايضا شاب في العشرينات من العمر يعتاش من عمله في احد الافران، وهو محسوب على عائلة معهودة في البلدة القديمة باقتناء السلاح ولها خلاف وصراع مع عائلة حمامة من نفس البلدة.
حلاوة وحمامة
"ليس أمراً سرّياً.. هنالك صراع بين عائلة حمامة التي كانت صاحبة النفوذ الأكبر في البلدة القديمة قبل أن تبرز عائلة حلاوة وتنازعها السيطرة قبل فترة ليست بالبعيدة، حتى وصل الامر لاشتباكات بالأسلحة بينهما في أكثر من مناسبة"، مصادر محلية قالت لـ معا.
فبتاريخ 27/12/2015 قتل الشاب اشرف محمد حسين البيعة (26 عاما) والذي توفي بعد اصابته بعدة رصاصات في منطقة الصدر، بعد دقائق من وصوله الى مستشفى رفيديا الحكومي، وقيل إن الخلاف نشب بين عدة شبان على بسطة في البلدة القديمة.
في البلدة القديمة ايضا قتل في بداية العام الفتى محمد جهاد مخلوف (17 عاما) وهو قريب عائلة حلاوة في ظروف وصفت بالبداية أنها غامضة وعلى خلفية تصفية حسابات مع عائلة منافسة، الا أن تصريحات المحافظ الاعلامية كانت جازمة: "إن الفتى أصيب بعيار ناري وهو يجلس على كرسي في داخل المنزل، الذي قتل فيه، وأن السبب كان عبث أحد أقربائه بالسلاح، والذين ما زالوا مُصريّن على رواية كاذبة بأن هناك ملثمين قاموا بقتل الفتى أمام البيت حتى لا يلصقوا التهمة إلى أنفسهم".
الشرقية والغربية
تقسم البلدة القديمة للحارات الشرقية والغربية تاريخيا، والشرقية تضم حارة العقبة والحبلة والشيخ مسلم والقيسارية، بينما تضم الغربية الياسمين والقاريون، وبينهما كما يقول عنان لبادة وهو احد نشطاء انتفاضة الحجارة والمصاب بطلق ناري من قبل الاحتلال: "هنالك عدم توافق تاريخي بين الحارات
وهنالك روايات من الجدود وكبار السن عن عداء تاريخي كان يصل حد الشجار بينهما، وانعكس ذلك حتى على العمل الجماهيري والتنظيمي، فمثلا كانت كتائب العودة ناشطة في المنطقة الغربية ومنها القذافي وقفيشة، بينما الشرقية منها فرسان الليل الطابوق وحلاوة، ومن النادر أن يكون هنالك عمل أو نشاط مشترك ما بين الغربية والشرقية الا ما كان من شراكة في مواجهة الاحتلال اثناء بعض الاجتياحات للبلدة".
المصدر:
معا